فصل: سنة خمس ومئتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.علماء قنوج:

الشيخ الأجل: علي أصغر بن الشيخ: عبد الصمد القنوجي البكري الكرماني.
من أولاد الشيخ: عماد الدين الكرماني – صاحب الفصول العمادية – كان من أعيان علماء قنوج وأكابرها.
ولد في سنة 1051، وأخذ العلوم الدرسية المتداولة عن السيد العلامة: محمد القنوجي وأتم المتوسطات والمطولات في حلقة درس السيد: عصمة الله السهارنقوري وقرأ فاتحة الفراغ عند الشيخ الكامل: ملا محمد زمان الكاكوروي وصار بارعا في جميع العلوم النقلية والعقلية إماما في التصوف والسلوك له مصنفات.
منها: اللطائف العلية في المعارف الإلهية على طريقة كتاب فصوص الحكم لابن عربي الطائي.
ومنها: تبصرة المدارج في علم السلوك جمع فيه ما استفاده من شيخه: بير محمد الجونفوري المولد اللكهنوي المحتد.
ومنها: القصيدة المهيمنية في النفحة المحمدية وشرحها المسمى: بالنفائس العلية في كشف أسرار المهيمنية.
ومنها: تفسير القرآن الكريم المسمى: بثواقب التنزيل مختصر على هيئة تفسير الجلالين لكن أحسن منه في البلاغة والمتانة.
وله: شرح فصوص الحكم وملخصه.
ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
قال السيد غلام علي آزاد البلكرامي – رحمه الله – في مآثر الكرام: خرج بعض آبائه من المدينة المنورة بتصاريف الزمان وتوطن بكرمان وارتحل الشيخ: مبارك بن عماد الدين الكرماني من كرمان الهند وأقام ببلدة قنوج وتوطن بها وفيها أعقابه إلى الآن شارك الشيخ: علي أصغر في تحصيل العلم مع الشيخ: أحمد ملا جيون – صاحب نور الأنوار – ولبس الخرقة من الشيخ: بير محمد اللكهنوي واستجاز فأجاز وبايعه وجلس في الأربعينات ورجع إلى قنوج واختار العزلة إلى آخر العمر ودرس ستين سنة بلغ خلق كثير في حوزة درسه إلى منتهى الفضيلة أدركت صحبته مرارا ووجدته ذاتا مقدسا مباركا.
توفي في سنة 1140.
وقلت: تاريخه بالفارسية:
مولوي زمان علي أصغر ** أزوفاتش كما شد معدوم

منال تاريخ أونوشت خرد ** شد نهان آفتاب صبح علوم

انتهى. كلامه مترجما 1140 ه.

.السيد: إمام والسيد: حسن والسيد: صدر الدين القنوجي.

كانوا من مشاهير علماء هذا البلد في عهد السلطان: سكندر اللودي في سنة 604 وكان السيد: صدر الدين ملازما ركاب السلطان في كل حين وأوان.

.الخواجه: محمد بن عبد الرحمن القنوجي.

كان سيدا عالما كبيرا وعارفا سالكا من سادات رسول دار له معارف وحقائق جيدة وفضائل شهيرة.
رحل إلى الحرمين الشريفين ولقي مشائخهما واستفاد منهم ثم رجع إلى قنوج وبها توفي مزاره يزار.
له كتاب سماه: هداية السالكين إلى صراط رب العالمين ألفه لابن السلطان المسمى: بشاه عالم بهادر وهو في علم التصوف والسلوك على طريقة كتاب قوت القلوب لأبي طالب المكي وإحياء العلوم للغزالي لم أقف على تاريخ وفاته – رحمه الله.

.الشيخ: ياسين القنوجي.

كان من أساتذة الوقت وأعيان العصر والفضلاء الكاملين المكملين تتلمذ عليه خلق كثير وبلغوا إلى منتهى الفضيلة.
منهم: السيد: مربي بن السيد: عبد النبي بن السيد: الطيب البلكرامي وملا: فيضي الأمروهي وقد ذكر لهذين ترجمة السيد: آزاد البكري – رحمه الله – في كتابه: مآثر الكرام تاريخ بلكرام.
المولوي: محمد فصيح الدين.
كان من شيوخ بلدنا قنوج ومن علمائها الكاملين اشتغل بالدرس والعبادة وبالغ في الإفاضة والإفادة حتى أتاه اليقين ولقي الله رب العالمين.

.المولوي: عليم الدين بن الشيخ: فصيح الدين.

المذكور – كان في الفضائل: أنموذج السلف الصلحاء وفي العلوم العربية: تذكار العرب العرباء تتلمذ على الشيخ العلامة: عبد الباسط القنوجي وأتم الكتب الدرسية من البدء إلى الغاية في حلقة درسه وحوزة إفادته ودرس عمرا وألف كتبا منها: عين الهدى شرح قطر الندى في النحو ودرر الفضائل في شرح الشمائل والرسائل في علم المنطق وعام تأليف عين الهدى سنة 1211.

.المولوي: نعيم الدين هو أخو الشيخ: عليم الدين.

والابن الصغير للشيخ: فصيح الدين كان في أخذ العلوم وتحصيل الكمالات العلمية تلو أخيه الكبير تتلمذ على العلامة: القنوجي عبد الباسط.
ومن مصنفاته: شرح تصديقات سلم العلوم والحاشية على صدرا في الحكمة.

.المولوي: رستم علي بن العلامة: علي أصغر القنوجي.

عالم ابن عالم وفاضل ابن فاضل من بيت العلم المشهور والحي الذي بالفضائل مذكور.
ولد في سنة 1115، اكتسب العلوم المتداولة وكتبها المطولات من: أبيه العارف وأتمها بعد وفاته في حلقة درس ملا: نظام الدين اللكهنوي في سنة 1240، وجلس على صدر الإفادة مقام والده وعلم ودرس وألف.
ومن مصنفاته: تفسير القرآن الكريم المسمى: بالصغير وشرح على المنار في غاية من الاختصار.

.المولوي: محمد عبد العلي القنوجي.

أخو: الشيخ رستم علي – المذكور – كسب العلوم من أخيه وصار بارعا في كل فن نبيه له: حاشية على شرح المنار في أصول الفقه.
توفي بقصبة: بندكي – من توابع: كوره جهان آباد.

.المولوي: حسين علي بن علامة العصر: عبد الباسط القنوجي.

أخذ العلوم عن أبيه الماجد وتصدى في حياته للدرس وأفاد الطلبة وأفاضهم.
ومن مؤلفاته: كتاب: تمرين المتعلم في الصيغ المشكلة والتعليلات الصعبة.
توفي بعد أبيه بخمسة أشهر وعمره: أربع وعشرون سنة في سنة 1223، ودفن عند أبيه – رحمة الله على شبابه وبوأه في دار النعيم وخصه بثوابه.

.المولوي: غلام حسنين بن المولوي: حسين علي بن الشيخ العلامة: عبد الباسط القنوجي.

ولد في سنة 1221، واسمه التاريخي: غلام عليم تتلمذ على الشيخ العالم: محمد سعادت خان الفرخ آبادي المتوكل المشهور.
وعلى العلامة: محمد ولي الله المفتي الفرخ آبادي وأخذ عنه علم الحديث والتفسير في سنة 1336، ورحل إلى الحرمين الشريفين وأقام في برودة – من أرض كجرات – وحج في سنة 1255، وصحب هناك الشيخ: عبد الله سراج والشيخ: شمس الدين شطا والسيد: عمر أفندي وغيرهم من أهل مكة المكرمة واستجاز بالمدينة المشرفة الشيخ: محمد عابد السندي فأجازه بكتب الصحاح والسنن المشهورة وزار القرآن العثماني واشتغل بكتب التصوف وطالعها.
له من التأليفات: ذيل كتاب المنازل الإثنا عشر لجده وقد قاسى في تكميله جهدا بليغا لاقيته مرارا وصحبته في صغر سني ببلدة قنوج وارتحل إلى برودة وسافر في آخر عمره إلى الحرمين الشريفين وحج وزار ثم رجع فلما بلغ بندر بمبئى مرض وتوفي في سنة... الهجرية – رحمه الله.

.المولوي: محمد أمجد القنوجي.

كان من كبار الفضلاء وأعاظم العلماء من أهل قنوج تتلمذ على الشيخ العارف: علي أصغر القنوجي وبلغ الغاية في الكمال ودرس وألف وله: حاشية على صدرا في الحكمة متداولة في ديارنا لم أقف على تاريخ وفاته.

.الشيخ المولوي: فتح علي القنوجي.

كان قاضيا بها أبا عن جد تتلمذ على ملا: علي أصغر القنوجي وحصل الحيثية العلمية المعتد بها وفاق الأقران وكان له مناسبة تامة بكل علم ومن مؤلفاته: حاشية على شرح التهذيب الجلالي وشرح لمقامات أبي القاسم الحريري.

.السيد: محمد القنوجي.

هو من سادات رسول دار كان أستاذا للسلطان: عالمكير أورنك زيب ومن صالحاته الباقية: عمارة بيت المسافرين الذي لم يعهد مثله في هذه الديار وله بستان فيه مقبرة عظيمة فيها قبره كان له اليد الطولى في العلوم الرياضية والعربية ألف: حاشية على المطول وكان معظما ذا جاه وثروة ودولة عظمى جامعا بين رياسة العلم والحكومة والشرافة له أعقاب في تلك البلدة لكن كلهم جهلاء متشيعون.

.الشيخ: عبد الوهاب الراجكيري.

المخاطب بنواب منعم خان بهادر وراجكير: محلة من محلات قنوج كان فاضلا جيدا وعالما نبيلا له اليد الطولى في العلوم المتداولة والتصانيف المفيدة في الفنون الدرسية المتناولة منها: مفتاح الصرف وبحر المذاهب في الكلام وكتاب الصدرة في علم العقائد وعندي منها شيء يسير.

.الشيخ العارف: حبيب الله القنوجي.

هو من مشائخ قنوج اكتسب العلوم الدرسية وبرع فيها ثم توغل في السلوك والتصوف وصار رأسا في ذلك العلم والعمل وقصر نفسه على إرشاد الخلق إلى الله تعالى وذكره – سبحانه – وكان معاصر الملا: علي أصغر القنوجي.
ومن مؤلفاته: الجواهر الخمسة وتذكرة الأولياء وروضة النبي في السير وأنيس العارفين والفاضل في الفقه.
ومن آثاره الباقية إلى الآن: مسجد وخانقاه وروضة فيها قبره.
قال السيد: غلام علي آزاد في مآثر الكرام: توفي في سنة 1140، تاريخه: الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب قبره بقنوج وشيخه الشاه: عبد الجليل الإله آبادي الآخذ للطريقة عن الشاه: محمد صادق الآخذ عن الشيخ: أبي سعيد – من أحفاد الشيخ: عبد القدوس الكنكوهي – رحمه الله.
سيدي الوالد الماجد المرحوم: حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي.
قدس الله سره ونور الله مضجعه – ذكرت له ترجمة حافلة في إتحاف النبلاء المتقين فلا حاجة إلى إعادتها ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله.
وهو ابن السيد الأمير الكبير: نواب أولاد علي خان بهادر أنورجنك المتوفي بأرض حيدر أباد الدكن جده القريب: السيد أبو عبد الله جلال الدين حسين المعروف: بمخدوم جهانيان جهان كشت ونسبه الأقصى: ينتهي إلى سيدنا: زين العابدين علي أصغر بن حسين الشهيد بكربلاء – رضي الله تعالى عنه – في سنة 1210.
أخذ أوائل العلوم الدرسية من: الشيخ العلامة: عبد الباسط القنوجي ورحل إلى لكهنؤ بعد وفاته فاكتسب عن الشيخ العارف العالم: محمد نور وغيره من علماء عصره وسافر في سنة 1233 إلى دهلي وتتلمذ على الشيخ: عبد العزيز والشيخ: رفيع الدين ابني الشيخ الأجل الشاه: ولي الله المحدث الدهلوي وأخذ الإجازة لكتب التفسير والحديث وغيرهما وصحب السيد الكبير والعارف الشهير: أحمد البريلوي – مجدد المائة الثالثة عشر – وبايعه واستفاض منه فيوضا كثيرة وجاهد معه في سبيل الله وصار خليفة له في دعوة الحق إلى دين الله – تعالى – فرجع إلى الوطن وتمكن به للدرس والإفادة والوعظ إلى آخر العمر وكان في: التقوى والديانة واتباع الحق واقتداء الدليل ورد الشرك والبدع آية باهرة وقدرة كاملة ونعمة ظاهرة من الله – سبحانه وتعالى.
وله مؤلفات بالألسنة الثلاثة: الهندية والفارسية والعربية.
منها: راه سنت وهداية المؤمنين ونور الوفا من مرآة الصفا ورسالة في: معنى الكلمة الطيبة ورسالة في: رد التعزية والضريح ورسالة في: آداب التذكير ورسالة في: آداب البيعة وكتاب في الحدود والقصاص سماه: بالاختصاص وتقوية اليقين في الرد على عقائد المشركين... إلى غير ذلك مما يعسر عدها.
توفي – رحمه الله – في سنة 1253 تاريخ وفاته: مات بخير استخرجه المولوي: أمين الدين الجاليسري من لفظ الحديث النبوي – صلى الله عليه وآله وسلم – الواقع في باب المساجد:
موت التقي حياة لا انقطاع لها ** قد مات قوم وهم في الناس أحياء

.السيد العلامة: أحمد بن حسن بن علي العرشي القنوجي.

أخونا الكبير كان أساسا محكما للمراتب العليا وقياسا منتجا للفضيلة الكبرى ميزان نقد العقليات برهان عدل النقليات ولد تاسع عشر رمضان يوم السبت وقت الإشراق سنة 1246 وأخذ العلوم المروجة والفنون الدرسية متفرقة في بلاد شتى من أساتذة متعددين كبلدة دهلي وغيرها وساح البلاد ولاقى جماعة من أهل العلم المدرسين وبرع في الفضائل وجمع الفواضل المتكثرة: كالرمي بالبندق والركوب على الأفراس ونظم القصائد الغراء في الفارسية والعربية وفاق الأقران في: الذكاء والفطنة وقوة الحافظة وجودة الذهن وتتلمذ على المولوي: عبد الجليل الكولي وأجاز له الشيخ العارف: عبد الغني المجددي الدهلوي – نزيل المدينة المنورة حالا الآخذ لعلم الحديث – عن الشيخ: محمد عابد السندي الراوي عن إمام المحدثين وخاتمة المجتهدين الشيخ: صالح بن محمد العمري المسوفي الشهير: بالفلاني وسمع من الحديث المسلسل بالأولية في سنة 1271، وسافر من الوطن قاصدا بيت الله الحرام في سنة 1276، فوارد ببلدة برودة – من أرض كجرات – وأقام مدة يسيرة عن المولوي: غلام حسنين القنوجي ثم مرض بالحمى واشتد المرض وانجر إلى الإسهال وكان هناك الوباء فتوفي – رحمه الله تعالى – تاسع جمادى الأولى يوم الجمعة من شهور سنة 1277، ودفن بعد صلاة الجمعة في التكية الماتريدية عند مزار السيد: يحيى الترمذي – من خلفاء المخدوم: أخي جمشيد الراجكيري – وكان عمره ثلاثين سنة وسبعة أشهر وعشرين يوما.
ولما جاء هذا الخبر ببلدة قنوج حزن عليه جميع أهل البيت وأهل البلد ومن سمع ذلك – لا سيما أمه الشريفة – وكنت إذ ذاك ببلدة بهوبال المحمية والله يعلم ماذا صب علي من المصائب والأحزان والنوائب؟ ولا مفر لأحد من تقدير العزيز العليم ولا فرج بعد الشدة غير الاصطبار كما أمر به القادر الحكيم – فرحمه الله تعالى وإيانا برحمته الواسعة وغفر لنا وله بكرمه العميم – وقد قال تعالى: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}. وروينا عن عمرو بن العاص أنه قال: مات رجل بالمدينة – ممن ولد بها – فصلى عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم قال: «يا ليته مات بغير مولده» قالوا: ولم ذلك؟ قال: «إن العبد إذا مات بغير مولده قيس ما بين مولده إلى منقطع أثره في الجنة». أخرجه النسائي.
وفي حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر». رواه أحمد والبيهقي.
والحديث له شواهد ولنعم ما أنشدته عائشة- رضي الله عنها- حين وردت على قبر أخيها: عبد الرحمن وزارته بمكة المكرمة:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

وعشنا بخير في حياة وقبلنا ** أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا

فلما تفرقنا كأني ومالكا ** لطول افتراق لم نبت ليلة معا

ثم إنه رثاه الشيخ: حسن اليمني الأديب بقصيدة أولها:
خطب ألم وفادح قد أوجعا ** بمصاب ركن الدين يوم تصدعا

وقد ذكرت هذه القصيدة في ترجمته الشريفة في كتابي: إتحاف النبلاء فارجع إليه، ووجدت بخطه:
أما بعد فإني رأيت رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- بمحروسة قنوج في مبشرة أريتها في اليوم الثامن من رمضان المبارك سنة خمس وستين بعد ألف ومائتين من هجرته صلى الله عليه وسلم رأيته وهو حسين ولونه أبيض من لون الحنطة ويده لا يشتكي منه قصر ولا طول فرأيت أني أكلت معه الطعام وطال يده صلى الله عليه وسلم إلى قصعتي فقربت الإدام إليه فتناوله بيده الشريفة وأخذ كأنه يأكل في قصعتي ولم يبق شيء فقلت: أيتها الحضرة من رآكم في هذا الزمان وصحبكم في المنام هل يعد من أصحابكم؟ فأجاب بما مفهومه:
إنه لا يعد منهم وأعطاني فلوسا.
وسألت عنه صلى الله عليه وسلم: ما بال الناس يتركون الحديث بقياس المجتهدين؟ مع أنهم إنما قاسوا إذ لم يجدوا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصوا أصحابهم بالعمل على الحديث والناس في هذا الزمان قد غلوا في ذلك وكفروا من أرشدهم إلى اتباع السنة المخالفة لمذهبهم فشاهدت آثار الملال في بشرته صلى الله عليه وسلم من صنع الناس.
هذا وكنت إذا سألته عن شيء أرى جسمي كأنه يمس جسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم يتعطف علي ويقبل إلي ووجدت له صلى الله عليه وسلم بعد هذه المبشرة محبة عظيمة من قلبي حتى أحببت أن جعلني الله فداه وأقتل في الجهاد وأنا أحميه ووجدته صلى الله عليه وسلم يرضى بالعمل للحديث. انتهى.
وبالجملة: كان له اليد الطولى في الرد على المقلدة كما يلوح ذلك من كتابه: حديث الأذكياء الملقب: بالشهاب الثاقب وغيره وله نظم رائق وشعر فائق بالفارسية والعربية يربو على نظم الأدباء المتقدمين والبلغاء المتأخرين ذكرت جملة صالحة منها في كتابي: إتحاف النبلاء وتذكرتي المسماة: بشمع انجمن فارجع إليهما وهو نظير: المحدث العلامة الشيخ: محمد فاخر المتخلص: بالزائر الإله آبادي- تلميذ الشيخ: محمد حياة السندي المدني- في إيثار الاتباع ورفض الابتداع والتمسك بالأدلة والتجنب عن الآراء المضلة.
والعبد الضعيف أيضا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا ببلدة قنوج رأيته جالسا على سرير تحته يجري الماء الصافي فسلمت عليه وجلست على طرف من السرير موضع الحاشية أدبا منه صلى الله عليه وسلم مقبلا إليه فقال قولا لم أفهمه حق الفهم لكن قلت في جوابه: أين أنا من هذه الرتبة؟
ورأيت أن وراء ظهره صلى الله عليه وسلم عمارة كالحمام وقلة من رمان فأخذ رمانين منها وجاء إلي وأعطانيهما بيده الشريفة فتناولتهما ووقع لي ذهول ما في أثناء هذا الحال ثم أفقت ورأيت عمارة المدينة المنورة كأنها عمران قديم وديار بالية وسكك خالية ثم تيقظت والعين تجري بدموع وفي القلب من الراحة والسكينة مالا يعلمه إلا الله ثم تأملت في التأويل فوجدت أن الرمانين عبارة عن: العمل بالكتاب والسنة أو السفر إلى الحرمين الشريفين وقد وقع ما أولت- ولله الحمد- ونظمت هذه الرؤيا في أبيات أولها:
رأيت رسول الله في النوم ليلة ** وقد كنت مشتاقا إليه متيما

إلى آخر الأبيات.

.العبد الفقير لما أنزل إليه من خير الباري: أبو الطيب صديق بن حسن بن علي الحسنين القنوجي البخاري.

كان الله له في الدنيا والآخرة وحباه فيهما بنعمه الذاخرة الوافرة الفاخرة-.
تولد في سنة 1248، ثمان وأربعين ومائتين وألف القدسية على صاحبها الصلاة والتحية ونشأ بموطنه بلدة قنوج وما إليها من الأقطار الهندية فهو مولده ومسكنه ومرباه ومحتده وداره ومثواه.
يرجع نسبه إلى حضرة سيد السادة وقدوة القادة: زين العابدين علي بن حسين السبط بن علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه-.
تتلمذ العلوم الدرسية على الوجه المرسوم على شيوخ هذا العهد.
منهم: الشيخ الفاضل المفتي: محمد صدر الدين خان الدهلوي من تلامذة الشيخ: الكامل عبد العزيز وأخيه الشيخ العامل: رفيع الدين ابني الشيخ الأجل مسند الوقت: أحمد شاه ولي الله المحدث الدهلوي- رحمهم الله تعالى.
واستفاد العلوم الملية من: التفاسير والأحاديث وما يليهما من مشيخة اليمن الميمون والهند.
منهم: الشيخ القاضي: حسن بن محسن السبعي الأنصاري تلميذ الشيخ الماهر: محمد بن ناصر الحازمي تلميذ القاضي الإمام العلامة المجتهد المطلق الرباني: محمد بن علي بن محمد اليمني الشوكاني.
والشيخ المعمر الصالح: عبد الحق بن فضل الله الهندي.
والشيخ التقي: محمد يعقوب المهاجر إلى مكة المكرمة أخو الشيخ: محمد إسحاق حفيد الشيخ: عبد العزيز المحدث الدهلوي- رحمهم الله تعالى-.
وكلهم أجازوا له مشافهة وكتابة إجازة مأثورة عامة تامة.
وممن استجاز منه: العالم الكامل والمحدث الفاضل الشيخ: يحيى بن محمد بن أحمد بن حسن الحازمي- قاضي عدن حالا- أجاز له حسب اقتراحه في ذي الحجة سنة 1295 الهجرية والشيخ العلامة زينة أهل الاستقامة السيد: نعمان خير الدين ألوسي زاده- مفتي بغداد حالا- أجاز له في هذا العام الحاضر وهو سنة 1296 الهجرية.
ثم طالع بفرط شوقه وصحيح ذوقه: كتبا كثيرة ودواوين شتى في العلوم المتعددة والفنون المتنوعة ومر عليها مرورا بالغا على اختلاف أنحائها وأتى عليها بصميم همته وعظيم نهمته بأكمل ما يكون حتى حصل منها على فوائد كثيرة وعوائد أثيرة أغنته عن الاستفادة عن أبناء الزمان وأقنعته عن مذاكرة فضلاء البلدان.
وجمع- بعونه تعالى وحسن توفيقه ولطف تيسيره- من نفائس العلوم والكتب ومواد التفسير والحديث وأسبابها ما يعسر عده ويطول حده.
وأوعى من ضروب الفضائل العلمية والتحقيقات النفسية ما قصرت عنه أيدي أبناء الزمان ويعجز دون بيانه ترجمان اليراع عن إبراز هذا الشأن- ولله الحمد على ما يكون وعلى ما كان-.
ثم ألقى عصا التسيار والترحال بمحروسة بهوبال- من بلاد مالوة الدكن- فنزل بها نزول المطر على الدمن وأقام بها وتوطن وأخذ الدار والسكن.
وتمول وتولد واستوزر وناب وألف وصنف وعاد إلى العمران من بعد خراب- وكان فضل الله عليه عظيما جزيلا-.
والحمد لله الذي فضله على كثير ممن خلق تفضيلا.
ثم اختص- بعونه تعالى وصونه- بتدوين علوم الكتاب العزيز وأحكام السنة المطهرة البيضاء وتلخيصها وتلخيص أحكامها من شوب الآراء ومفاسد الأهواء.
وهذا- إن شاء الله تعالى- خاص به في هذا العهد الأخير- والله يختص برحمته من يشاء- كيف؟ وعلماء الأقطار الهندية وإن بالغ بعضهم في الإرشاد إلى اتباع السنة وقرره في مؤلفاته وحرره في مصنفاته على وجه ثبت به على رقاب أهل الحق والمنة وشمر بعضهم عن ساق الجد والاجتهاد في الدعوة إلى اعتقاد التوحيد ورد الشرك والتقليد باللسان والبيان بل بالسيف والسنان لكن لم يدون أحد منهم أحكام الكتاب العزيز وعلوم السنة المطهرة من العبادة والمعاملة وغيرها خالصة عن آراء الرجال نقية عن أقوال العلماء على هذه الحالة المشاهدة في كتبه المختصرة والمطولة:
كالروضة الندية.
ومسك الختام شرح بلوغ المرام.
وعون الباري.
وفتح البيان ورسالة القضاء والإفتاء والإمامة والغزو والفتن والنار... وغير ذلك مما طبع واشتهر وشاع وسارت به الركبان إلى أقطار العالم من: العرب والعجم كالحجاز واليمن وما إليها ومصر والعراق والقدس وطرابلس وتونس والجزائر ومدن الهند والسند وبلغار ومليبار وبلاد الفرس.
وهذا من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين وكتب إليه علماء الآفاق ومحرروها ومحدثو الديار ومفسروها كتبا كثيرة أثنوا فيها على تلك التواليف ودعوا له بإخلاص الفؤاد لحسن الدنيا والأخرى- تقبل الله فيه هذه الدعوات وختم بالحسنى وأحسن إليه بتيسير المنجيات-.
وهذه الخطوط والرقائم قد ألحقت في خواتيم مؤلفاته فانظر إليها في تضاعيف محرراته يتضح لك القول الحق والكلام الصدق- إن شاء الله تعالى-.
ثم خوله- سبحانه- من المال الكثير والحكم الكبير والآل السعداء والأخلاف الصلحاء والنسب الحميد والحسب المزيد ما يقصر عن كشفه لسان اليراع ولو كشف عنه الغطاء ما ازداد الواقف عليه إلا يقينا وإن يأباه بعض الطباع.
وهو الذي يقول لأخلافه مقتديا بأسلافه بفم الحال ولسان المقال: {اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} و{إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}.
وهو قد طعن الآن في عشر الخمسين من العمر المستعار مع ما هو مبتلى به من: سياسة الرياسة وقلة الشغل بالعلم والدراسة وفقد الأحبة والأنصار وتسلط الأعداء الجاهلين بالقضايا والأقدار.
والمرجو من حضرة رب العالمين أن يجعله ممن قال فيهم: {وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين}. والحمد لله الذي جعله محسودا ولم يجعله حاسدا وخلقه صابرا شكورا ولم يخلقه فظا غليظ القلب عاندا:
لله در الحسد أعدله ** بدأ بصاحبه فقتله

وهذه أسماء كتبه المؤلفة:
على ترتيب حروف المعجم المطبوعة في مطابع بهوبال المحمية ومصر والقسطنطينية والشام وغيرها من البلاد العظام- و{يزيد الله في الخلق ما يشاء} وهو المتفضل ذو الإنعام.
الألف.
أبجد العلوم ع إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين ف الاحتواء على مسألة الاستواء ه الإدراك لتخريج أحاديث رد الإشراك ع الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة ع أربعون حديثا في فضائل الحج والعمرة ع إفادة الشيوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ ف الإكسير في أصول التفسير ف إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة ع الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح ع.